السياسي الذي فقد خريطة الطريق
خلف السراب مشى و باع ضميره ــــــــــ عن عينه نور الحقيقة أبعدا
لا يشتهي الأخرى المقام بدارها ــــــــــ و عليه في الدنيا الخلائق أشهدا
متكبرا حاز النفوذ لوحده ــــــــــ كل المهام لغيره ما أسندا
مكر السياسة عنده و خديعة ــــــــــ نحو الرشاد جموعه ما أرشدا
،،،،،،،،،
نار الحروب جميعها ما أخمدا ــــــــــ نحو السلام وفوده ما أوفدا
و وعيده يلقى الجحيم و وعده ــــــــــ ذاك النعيم لنفسه ما أوعدا
أدى العبادة في رياء فرضها ــــــــــ قد كان في الناس المرائي أعبدا
متجبرا كل الحياة أضاعها ــــــــــ و الموت وجه حياته قد أفسدا
ما زار في الأحلام جنة خلده ــــــــــ نار تشب بقلبه ما أخمدا
،،،،،،،،،
في الهم يحيا لا يسَّرُ و جفنه ــــــــــ للنوم في سلطانه ما أخلدا
الجهل يحيا في شقاوة عيشه ـــــــــــ و العلم نفسا فيه ما قد أجهدا
في وجهنا الباكي أتانا ضاحكا ـــــــــــ في ظهرنا سيف الخيانة أغمدا
قبل المناصب و الكراسي كلها ـــــــــــ متمردا قد كان شابا أمردا
في الليلة الظلماء يفقد بدره ــــــــــ و الظلم في أشكاله قد أيّدا
،،،،،،،،،
عيشا كريما أو حياة تشتهى ــــــــــ في سعيه نحو الردى ما أوجدا
و النار من أجل الضيافة عندما ـــــــــــ جار الزمان و أهله ما أوقدا
مثل الليالي كان فينا قلبه ـــــــــــ رغم الذي منا تراءى أسودا
تلك المعاني ما بها من قوة ـــــــــــ لما أحب الضعف فينا أفقدا
بالحسن من يهوى الجمال تفردا ـــــــــــ بالأمر فينا كله ما أفردا
،،،،،،،،،،
في الدهر طائر حلمه ما غرّدا ــــــــــ في وجهه باب الأماني أوصدا
فرعون ذو الأوتاد صار شبيهه ــــــــــ شعبا على نار المذلة أقعدا
أضحى غريقا في هواه و عندما ــــــــــ طلب النجاة جنوده ما أنجدا
لله ما صلى بقبلة وجهه ــــــــــ طول الشقاوة روحه ما أسعدا
قال الزمان له بآية حسنه ـــــــــــ لما المسيح يسيح يذكر أحمدا
ما كنت في دنيا الوجود ممجدا ـــــــــــ عدما تصير و لن تسمى أمجدا